نزول الدم أثناء الحمل مصدر قلق للعديد من الحوامل، في كثير من الأحيان يُعتبر جزءًا طبيعيًا من التغيرات التي يمر بها الجسم. لكنّه في بعض الحالات، قد يكون علامة على أمر خطر يستوجب التدخل الطبي الطارئ. في هذا المقال سنقدم صورة واضحة ومبسطة عن أسباب النزيف خلال الحمل، ومتى تجب استشارة الطبيب.
ما هي أسباب نزول الدم أثناء الحمل؟
نزيف في بداية الحمل (الأشهر الثلاثة الأولى)
يعاني ما يصل إلى ربع الحوامل من نزيف أو تبقيع دموي في أول 3 شهور من الحمل، يُعتبر نزيف الشهور الأولى شائع وعادة غير مقلق، إلا أنه يبقى من المهم إبلاغ الطبيب عن أي نزيف لأنه قد يكون أحياناً علامة على شيء أكثر خطورة. (1)(2)
الأسباب الأكثر شيوعًا تشمل
- نزيف الانغراس: قد تنزل كمية قليلة من البقع أو النزيف الخفيف في الأيام 6-12 الأولى من الحمل، عند انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، وهو أمر طبيعي ومن أعراض الحمل الشائعة.
- التغيرات الهرمونية: يمكن أن تؤدي التغيرات الطبيعية في هرمونات الحمل إلى ظهور بقع دم خفيفة.
- حساسية عنق الرحم: مع التغيرات التي تحدث أثناء الحمل، يصبح عنق الرحم أكثر حساسية، مما يزيد من احتمال حدوث نزيف بسيط بعد الفحص الطبي أو العلاقة الزوجية.
- الحمل خارج الرحم: حالة طبية طارئة وخطيرة تحدث عندما ينمو الجنين خارج الرحم (غالبًا في قناة فالوب)، وغالبًا ما تكون العلامة الأولى للحمل خارج الرحم هي النزيف المهبلي الخفيف وألم الحوض. (ليس حمل طبيعي، يتم إجهاضه فوراً).
- الحمل العنقودي: وهي حالة نادرة وخطيرة، في هذه الحالة تنغرس بويضة مخصبة في الرحم، ولكن بدلاً من أن تنمو إلى جنين سليم فإنها تتحول إلى ورم غير طبيعي (غير سرطاني، لكنّه خطير ويجب إزالته).
- التجمع الدموي حول كيس الجنين: تجمع الدم بين الكيس الأمنيوسي وجدار الرحم شائع نسبياً في بداية الحمل، وغالباً ما يزول دون مشاكل، خاصة إن أظهر السونار أنّ التجمع الدموي صغير، ولكن إن كان كبيراً أو حدث في نهاية الحمل فقد يقلق الطبيب منه أكثر.
- سلائل عنق الرحم: نمو حميد على عنق الرحم قد ينزف بسبب ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين.
- الالتهابات: الالتهابات المهبلية، والتهابات البول، والالتهابات المنقولة جنسياً قد تسبب نزيفًا خفيفًا ومشاكل أخرى، وتُعالج هذه الالتهابات بالمضادات الحيوية المناسبة أو غير ذلك حسب نوع الالتهاب.
- الإجهاض: غالبًا ما يبدأ بنزيف خفيف يتطور تدريجيًا مع تشنجات وألم في الحوض.
نزيف في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل
النزيف في الشهور المتقدمة من الحمل أقل شيوعًا (يصيب 1-2% من الحوامل) ولكنه يُعتبر أكثر خطورة، (2) مقارنة بنزف أول شهور الحمل، أسبابه قد تشمل: (3)
- حساسية عنق الرحم: بسبب تغيرات الحمل قد يكون عنق الرحم أكثر حساسية، وبالتالي أكثر عرضة للنزف الخفيف بعد الجماع أو الفحوصات.
- الالتهابات: سواء التهابات في البول أو التهابات تناسلية، ويمكن للطبيب تشخيصها وعلاجها بشكل مناسب.
- انفصال المشيمة: حالة طبية طارئة يحدث فيها انفصال المشيمة عن جدار الرحم، مصحوبة غالبًا بألم شديد ونزيف.
- المشيمة المنزاحة:عندما تغطي المشيمة عنق الرحم أو تكون قريبة جدًا منه، مما يؤدي إلى نزيف يمكن أن يكون غزيرًا، ويعرض الأم والجنين للخطر. إن اكتشفت الحالة صدفة بالفحص الروتيني في بداية الحمل فإنها تتطلب متابعة بالسونار لمراقبة التغيرات، في بعض الحالات، قد تزول المشكلة تلقائيًا مع تقدم الحمل، لكن إذا استمرت وسببت النزيف أو مشاكل أخرى، قد تُصبح الولادة القيصرية ضرورية
- علامة لقرب المخاض: نزول السدادة المخاطية أو القليل من الدم قد يكون إشارة على اقتراب الولادة، وقد يحدث ذلك في الأيام السابقة للولادة أو أثناء المخاض.
- فازا بريفيا: وهي حالة مرضية نادرة وخطيرة حيث تمر أوعية الجنين الدموية بالقرب من عنق الرحم. عند نزول ماء الجنين، قد تتمزق هذه الأوعية، وتؤدي إلى نزيف يُفقد الجنين كمية كبيرة من الدم، وهو ما قد يشكل خطرًا كبيرًا على حياته.
كيف يتم تشخيص سبب النزيف أثناء الحمل؟
إذا واجهت نزيفًا أثناء الحمل، قد يستخدم الطبيب وسائل مختلفة لتحديد السبب، مثل: (3)
- السونار: للتأكد من صحة الجنين وموقع المشيمة.
- الفحص المهبلي أو الحوضي: لفحص عنق الرحم وتقييم الحالة.
- تحليل الدم: لقياس مستويات هرمونات الحمل، وغيره من التحاليل حسب الحاجة مثل: فحص نوع الدم وتعداد الدم الشامل، وتحاليل التجلط.
يستفسر الطبيب أيضًا عن الأعراض المصاحبة مثل التشنجات أو الدوخة للمساعدة على التشخيص.
متى تجب استشارة الطبيب؟
يُنصح بإبلاغ الطبيب عن أي نزيف يحدث أثناء الحمل، حتى لو كان خفيفًا، ومع ذلك توجد حالات تتطلب استشارة فورية بسبب خطورتها، مثل: (1)
- نزيف غزير أو مستمر.
- ألم حاد في البطن أو الظهر.
- الشعور بالدوخة أو الإغماء.
- نزول أنسجة أو جلطات دموية.
حتى لو كان النزيف طفيفًا، فقد يكون علامة على مشكلة تحتاج إلى متابعة طبية، لذلك لا تترددي في التواصل مع طبيبك للحصول على التوجيه اللازم وضمان سلامتك وسلامة جنينك.
الملخص
- نزيف الحمل في الأشهر الأولى: شائع وغالبًا غير مقلق، مثل نزيف الانغراس أو التغيرات الهرمونية. ومع ذلك، قد يشير أحيانًا إلى مشاكل أكثر خطورة، مثل الحمل خارج الرحم أو الإجهاض.
- في المراحل المتقدمة من الحمل: أقل شيوعًا لكنه قد يكون أكثر خطورة، كما في حالات انفصال المشيمة أو المشيمة المنزاحة.
يجب إبلاغ الطبيب عن أي نزيف أثناء الحمل، والاستشارة الفورية في الحالات الغزيرة أو المصحوبة بألم.
سلامتك وجنينك تستحق الاهتمام الفوري بكل الأعراض!
إذا كنتِ تعانين من نزيف أثناء الحمل أو لديك أي مخاوف، لا تترددي في طلب المساعدة الطبية.
يقدم قسم النساء والتوليد في مستشفى د. سليمان فقيه رعاية شاملة وفائقة الجودة، مع فريق متخصص جاهز لدعمك ومتابعة حملك بأعلى المعايير الطبية. احجزي موعدك الآن مع أطبائنا المختصين.
المراجع
- ACOG - Bleeding During Pregnancy
- UpToDate - Evaluation and differential diagnosis of vaginal bleeding before 20 weeks of gestation
- MSD Manual Professional Edition - Vaginal Bleeding During Late Pregnancy - Gynecology and Obstetrics