في ظل ضغوطات الحياة وكثرة مشاغلها اليومية، لا شك أننا نواجه مواقف وظروفًا تثير مشاعر القلق والتوتر، ومع استمرار هذه المشاعر وتفاقمها، يمكن أن تتحول إلى مشكلة حقيقية تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية للفرد؛ فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو التوتر المستمر والمفرط قد يواجهون العديد من الصعوبات التي تؤثر على حياتهم اليومية، العملية والاجتماعية، بالإضافة إلى أنهم قد يكونون عرضة للعديد من المشكلات الصحية. (1)
تختلف طريقة علاج القلق المفرط أو التوتر المستمر حسب الحالة؛ ففي بعض الحالات يمكن التحكم بالقلق باتباع بعض النصائح البسيطة، مثل: تحسين نمط الحياة وتعلم تقنيات الاسترخاء.
من ناحية أخرى تستدعي الحالات الأكثر شدة استشارة طبيب مختص للحصول على المشورة الطبية الدقيقة ووضع خطة علاجية مناسبة، والتي قد تتضمن خيارات علاجية متعددة، مثل: جلسات الإرشاد النفسي، الأدوية المهدئة، وغيرها. (2)
وتشمل هذه التقنيات الاسترخاء العضلي التدريجي، والتنفس العميق، والتأمل، ويمكن أن يساعد الطبيب المختص في شرحها وتعلمها، تساعد هذه التقنيات على تخفيف القلق والأعراض الجسدية المصاحبة له. (2)
عندما يسيطر القلق على الشخص، قد ينجرف خلف أفكار مستمرة تثير توتره وتحرمه من الاستمتاع باللحظة الحالية، أو من التفكير بطريقة عقلانية، وهنا تأتي أهمية الوعي الذهني وضرورة تدريب العقل على التوازن والتحرر من الأفكار السلبية المُقلقة، وتعويده على صرف الانتباه على التفاصيل المسببة للتوتر، لمساعدتنا على إعادة التركيز على الحاضر، واستعادة السلام الداخلي. (2)
يمكن أن يكون نقص المغنيسيوم والكالسيوم وفيتامين (ب)، سبباً في زيادة الشعور بالتوتر والأرق، لذلك احرص على اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الخضروات الورقية ومنتجات الألبان قليلة الدسم والحبوب الكاملة، مع الحدّ من الكافيين والأطعمة المصنّعة، والتي تحتوي على مواد حافظة. (2)
إلى جانب فوائدها للجسم والعضلات، يمكن أن تكون التمارين الرياضية بمثابة علاج للمصابين بالقلق المفرط والتوتر الدائم، حيث تساهم الرياضة في تعزيز الشعور بالاسترخاء والتخلص من التوتر. (2)
يمكن أن ينصح الطبيب بالانضمام إلى مجموعات الدعم، والتي تمنح المريض فرصة للقاء أشخاص آخرين يعانون من نفس مشكلته، بهدف تبادل التجارب والخبرات، وتكوين صورة أكثر وعياً عن اضطرابات القلق وطرق التعامل معها والاستماع إلى قصص نجاح محفزة وداعمة، إضافة إلى كونها فرصة لتقوية العلاقات الاجتماعية. (2)
يلجأ المعالج النفسي في بعض الأحيان إلى جلسات "للعلاج النفسي" أو "العلاج بالكلام"، تهدف إلى مساعدة المريض على تحديد مشاعره وأفكاره واستكشاف السلوكيات المسببة للقلق وتغييرها، وذلك من خلال جلسات حوارية مع الطبيب، والذي يقوم بدوره بتقديم المساعدة على فهم اضطرابات القلق وإدارتها بشكل أفضل. (3)
تشمل الأساليب الشائعة لجلسات العلاج النفسي:
أ - العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
من أكثر الطرق فعالية لعلاج القلق، حيث يساعدك الطبيب على التعرف على أنماط التفكير والسلوكيات التي تؤدي إلى الشعور بالقلق، مع التركيز على تغييرها وتطوير ردود فعل أكثر إيجابية وواقعية للمواقف التي تسبب التوتر. (3)
ب - العلاج بالتعرض للمخاوف (Exposure Therapy)
يهدف إلى تعريضك تدريجيًا وبطريقة آمنة للمواقف أو الأشياء التي تثير مخاوفك، مما يساعدك على التكيف معها بمرور الوقت وتقليل الشعور بالخوف تدريجيًا. (3)
قد يقرر الطبيب المعالج في بعض الأحيان وصف أنواع معينة من الأدوية لعلاج القلق والتوتر، ومنها: (4)(3)
فريق الطب النفسي المتخصص لدينا جاهز لدعمك من خلال رعاية شخصية وإرشادات لمساعدتك في التعامل مع القلق والتوتر وغيرها من المشكلات النفسية.