عملية تبديل مفصل الركبة

مخاوف كثيرة تحيط عملية تبديل مفصل الركبة، فالكثير من الأشخاص يتردد من فكرة "تغيير المفصل"، على الرغم من أنها قد تكون تغييرًا جذريًا في حياة المصابين، وتحل العديد من المشاكل التي تعيق حياتهم.

إن عملية تغيير مفصل الركبة هي واحدة من أنجح العمليات في يومنا هذا، ومعظم الأشخاص الذي خضعوا لها، شعروا بتحسن كبير في صحتهم من ناحية الألم، والحركة، والنشاط أيضًا. (1)

ما هي عملية تبديل مفصل الركبة؟

عملية تبديل مفصل الركبة (Knee replacement surgery) هي عملية تغيير الجزء التالف من مفصل الركبة بآخر صناعي (إما جزئيًا أو كليًا)؛ ليستطيع الشخص بعدها المشي وممارسة حياته بشكل طبيعي بدون ألم أو مشاكل. (1)

في عملية تبديل مفصل الركبة الجزئي، يتم استبدال فقط الأجزاء التالفة مع الحفاظ على باقي المفصل السليم، بينما في عملية تبديل مفصل الركبة الكلي يتم استبدال المفصل بالكامل. (1)

دواعي إجراء العملية

السبب الأكثر شيوعًا لإجراء عملية تبديل مفصل الركبة هو خشونة الركبة المتقدمة (الدرجة الرابعة)، حيث يتآكل غضروف الركبة لدرجة كبيرة، ويعاني المُصاب من مشاكل متعددة لا يمكن حلها بالطرق غير الجراحية (الأدوية والحقن والعلاج الطبيعي)، بما فيها: (1)(2)

ألم وتصلب شديد في ركبة، يحد من القدرة على ممارسة أبسط الأنشطة اليومية، مثل المشي لفترات قصيرة أو حتى النهوض من الكرسي.
ألم متوسط إلى شديد في الركبة حتى أثناء الراحة.
التهاب شديد في الركبة لا يتحسن مع الراحة أو مضادات الالتهاب.
تشوهات تؤثر في استقامة الركبة، حيث تُصبح متقوسة أو منحنية.

قد تُجرى أيضًا عملية تبديل مفصل الركبة لأسباب أخرى، مثل: أنواع التهاب المفصل الأخرى، والإصابات الشديدة في الركبة.

نتائج العملية

عملية تبديل مفصل الركبة هي واحدة من أنجح العمليات التي تم إجراؤها منذ أكثر من 30 سنة بنتائج ممتازة عمومًا، حيث تشير الدراسات إلى أن معدل نجاح هذه العملية على مدى عشر سنوات يتعدى 90%، مما يعني أن معظم المرضى يستمتعون بفترة طويلة من الحركة بدون ألم. (3)

بالإضافة إلى ذلك، فإن حوالي 90% من المفاصل الصناعية تخدم لأكثر من 15 عامًا بعد الجراحة، ويمكن أن تستمر حتى 25 سنة أحيانًا قبل أن تتعرض للتلف، وتحتاج إلى تبديل. (4)

مضاعفات العملية

مثل أي جراحة أخرى، من الممكن حدوث بعض المضاعفات من عملية تبديل مفصل الركبة في حالات قليلة، منها: (3)

العدوى داخل المفصل أو مكان العملية.
تضرر الأعصاب في الركبة، مما قد يؤدي إلى تنميل وضعف وخدران.
جلطات الدم في الساقين.
استمرار تصلب وألم الركبة في حالات قليلة، ومحدودية الحركة فيها.
رد فعل خطير من التخدير العام.

الاستعداد للعملية

قد يوصي الطبيب بالتوقف عن استخدام بعض الأدوية لفترة مؤقتة قبل العملية، خاصةً الأدوية التي تقلل تجلط الدم، مثل الأسبرين والإيبوبروفين، والأدوية التي قد تُضعف المناعة، مثل ميثوت ريكسيت.
يطلب الطبيب بعض التحاليل والفحوصات للتأكد من أن حالتك الصحية تسمح بإجراء الجراحة بأمان.
أقلع عن التدخين إذا كنت مدخنًا، لأنه يبطئ التئام الجرح والعظام.
أخبر طبيبك إذا كنت تعاني من أي أعراض لنزلات برد أو إنفلونزا، فقد تحتاج إلى تأجيل الجراحة في هذه الظروف.
جهّز المنزل قبل العملية، مثل إعادة ترتيب الأثاث لتوفير مساحة واسعة وآمنة للحركة، بالإضافة إلى تركيب بعض الأدوات؛ لتجنب الانزلاق أو الانحناء.
من الجيد أن تتدرب على استخدام العكازة أو المشاية (Walker)؛ للاستعداد بشكل أفضل.
عليك الصيام من ليلة العملية، عادة لمدة 8-12 ساعة. (4)

كيف تتم العملية؟

تستمر عملية تبديل مفصل الركبة حوالي ساعتين، ولكنها قد تستغرق أقل أو أكثر حسب حالة المريض، وتتضمن خطوات إجرائها:

التخدير العام أو النصفي، وبالتالي لن تشعر بألم خلال العملية.
عمل شق طولي بطول 20-25 سم في الركبة.
تحريك صابونة الركبة جانبًا؛ للوصول إلى المفصل.
قطع نهايات عظم الفخذ وعظم الساق السفلية؛ لتتناسب مع المفصل الجديد.
تثبيت المفصل الجديد مع العظم إما باستخدام البراغي أو الإسمنت العظمي.
تثبيت السطح الداخل لصابون الركبة مع المفصل.
توصيل العضلات والأوتار مع المفصل الجديد، وإغلاق الجرح. (4)

احجز موعدًا لدى قسم أمراض العظام والمفاصل بمستشفى د. سليمان فقيه، حيث نستخدم أفضل وأجود أنواع المفاصل الصناعية بأحدث التقنيات الجراحية.

التعافي بعد العملية

يستطيع معظم المرضى ممارسة الأنشطة اليومية والمشي دون الحاجة لعكاز أو مشاية خلال 3-6 أسابيع، إلا أنّ التعافي التام يحتاج لبضعة أشهر إلى سنة تقريبًا (للقوة الكاملة والقدرة على أداء الأنشطة البدنية الأكثر إجهادًا). (4)

الألم:

من الطبيعي أن يكون الألم شديدًا في أول يوم أو يومين بعد العملية، إلا أنه سيتم إعطاؤك مسكنات ألم قوية؛ لتخفيفه. (5)

المشي والحركة:

تستطيع المشي في نفس يوم العملية أو اليوم التالي باستخدام العكازة أو المشاية، وسيُطلب منك زيادة المسافة تدريجيًا بمرور الأيام.
تستطيع استئناف معظم الأنشطة اليومية الطبيعية خلال 3-6 أسابيع.
قد يستغرق استعادة القوة والقدرة الكاملة على الحركة حوالي 6 أشهر أو أكثر، إلا أن أغلب المرضى يلحظون تحسن الحركة بعد 1-2 شهر فقط مقارنة بما كانوا عليه قبل تبديل الركبة. (1)

العلاج الطبيعي:

سيتم تدريبك خلال فترة إقامتك في المستشفى على تمارين ونصائح من قبل أخصائي العلاج الطبيعي؛ لاستعادة الحركة بأسرع وقت ممكن، وتسهيل ممارسة الأنشطة اليومية عليك. (2)

نصائح للتعافي:

استخدم العكازات أو المشاية في البداية، ثم قلل إلى استخدام عكاز واحد عندما تشعر بقوة أكثر.
امشي 5 دقائق كل ساعة لتجنب جلطات الدم.
أبقِ ساقك مرفوعة قدر الإمكان لتقليل التورم.
لا تجثو على ركبتك الجديدة حتى يسمح لك الطبيب بذلك.
تجنب التواء الركبة، أو الانحناء للأسفل أو التسلق قدر الإمكان.
تجنب الوقوف لفترات طويلة.
لا ترفع أشياء ثقيلة لمدة 3 أشهر على الأقل.
لا تجلس وساقاك متقاطعتين لمدة 6 أسابيع على الأقل.
اتبع التمارين التي أوصى بها أخصائي العلاج الطبيعي الخاص بك.
عد إلى العمل عندما تشعر أنك مستعد، وغالبًا ما يكون ذلك بين 6-12 أسبوع، حسب نوع العمل الذي تقوم به. (5)

أسئلة شائعة

ما هو العمر المناسب لتبديل مفصل الركبة؟

لا يوجد عمر محدد لإجراء العملية، إذ تعتمد التوصيات على مستوى الألم ومحدودية الحركة، غالبية المرضى تتراوح أعمارهم بين 50 و80 عامًا، لكن من الممكن أن تجرى العملية على أعمار أصغر أو أكبر حسب حالة المفصل واحتياجات المريض. (2)

كيف تكون الركبة الجديدة؟

بالطبع ستكون الحركة في الركبة الجديد أفضل من قبل العملية، ولكن لا تتوقع أن تكون الحركة مثل الركبة الطبيعية تمامًا. بشكل عام ستتمكن من المشي، وثني الركبة بما يكفي لصعود الدرج، والدخول أو الخروج من السيارة، وقد تستطيع الجثو على ركبتك الجديدة، إلا أنه قد يكون غير مريح، ولكن يمكن تحقيقه في بعض الحالات مع مرور الوقت والتحسن التدريجي للحركة. (2)